لِلشَّيْخِ الْاِمَامِ الْقُطْبِ الْاَكْبَرِ وَالْغَوْثِ الْعَلَمِ الْاَشْهَرِ اَلسَّيِّدِى الشَّيْخُ اَبِ الْحَسَنِ عَلِيِّ الشَّاذِلِيْ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيْمِ الَّذِيْ اَنْعَمَ عَلَيْنَا بِالْاِيْمَانِ وَهَدَانَا اِلَى الْمِلَّةِ الْحَنِيْفِيَّةِ ، وَاَنْهَلَنَا مِنْ حُمَيَّا قَوْلِه تَعَالٰى وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِيْ اٰدَمَ ڪَؤُسَاتٍ سَنِيَّةٍ، وَعَلَّنَا مِنْ اَقْدَاحِ خُصُوْصِ قَوْلِه كُنْتُمْ خَيْرَ اُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ سَائِغَةً هَنِيَّةً، وَشَرَّفَنَا بِحَبِيْبِه وَصَفِيِّهِ وَنَجِيِّهِ الْمُصْطَفٰى مِنَ الْجِبِلَّةِ الْبَشَـرِيَّةِ، مُحَمَّدِنِ الْمَبْعُوثِ بِالدِّيْنِ الْحَقِّ الْمُؤَيَّدِ بِالْاٰيَاتِ الْبَاهِرَاتِ الْعَلِيَّةِ، فَسُبْحَانَ مَنْ شَيَّدَ اَرْكَانَ دِيْنِهِ بِالنَّبِيِّ وَاَصْحَابِهِ الَّذِيْنَ وَصَفَهُمْ بِقَوْلِه تَعَالٰى مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ ط وَالَّذِينَ مَعَه اَشِدَّآءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَّبْتَغُوْنَ فَضْلًا مِّنَ اللهِ وَرِضْوَانًاز سِيْمَاهُمْ فِىْ وُجُوْهِهِمْ مِّنْ اَثَرِ السُّجُوْدِط ذٰلِكَ فِى الْاِنْجِيْلِ ج كَزَرْعٍ اَخْرَجَ شَطْاَهُ فَاٰزَرَه فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوٰى عَلٰى سُوقِه يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيْظَ بِهِمُ الْكُفَّارَط وَعَدَ اللهُ الَّذِيْنَ اٰمَنُوْا وَعَمِلُوا الصّٰلِحٰتِ مِنْهُمْ مَّغْفِرَةً وَّاَجْرًا عَظِيمًا ، وَفَضَّلَ مِنْ اَصْحَابِهِ الْمُجَاهِدِيْنَ وَذٰلِكَ قَوْلُهُ تَعَالٰى وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجٰـهِدِيْنَ عَلَى الْقَاعِدِيْنَ اَجْرًا عَظِيْمًا، دَرَجَـاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَّرَحْمَةً وَكَانَ اللهُ غَفُوْرًا رَّحِيْمًا ، وَفَضَّلَ مِنْهُمُ الشُّهَدَاءَ الْبَدْرِيِّيْنَ الَّذِيْنَ بَذَلُوْا لِلّٰهِ وَلِلرَّسُوْلِ نُفُوْسَهُمُ الزَّكِيَّةِ ، وَشَرَّفَهُمْ وَجَعَلَ فِيْ قِرَاءَةِ اَسْمَائِهِمْ وَالتَّوَسُّلِ بِهِمْ فَوَائِدَ جَلِيَّةً ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَنَفَعَنَا بِهِمْ فِى الدَّارَيْنِ بِبَرَكَتِهِمِ الْعَلِيَّةِ وَصَلَّى اللهُ عَلٰى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَاٰلِهِ وَصَحْبِه وَسَلَّمَ تَسْلِيْمًا كَثِيْرًا كَثِيْرًا

رَضِيَ اللهُ عَنْ اَهْلِ بَدْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْ شُهَدَآءِ
رَضِيَ اللهُ عَنْ اَهْلِ بَدْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْ شُهَدَآءِ
رَضِيَ اللهُ عَنْ اَهْلِ بَدْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْ شُهَدَآءِ

صَلٰوةٌ وَتَــسْلِيْـــــمٌ وَاَزْكٰى تَــحِـيَّةِ
عَلَى الْمُصْطَفَى الْمُخْتَارِ خَيْرِ الْبَرِيَّةِ

اَلَا الْحَمْدُ لِلرَّحْمٰانِ بَارِالْبَرِيَّةِ
عَلٰى مَــا هَدَانَا مِــلَّةً خَيْرَ مِــلَّةِ

وَكَـرَّمَـنَا فَـضْـلًا عَلَيْنَا بِاَحْمَـدِ
نَبِيِّ الْهُدٰى مَـاحِى الرَّدٰى وَالرَّزِيَّةِ

رَسُوْلٌ دَعَى الْكُفَّارَ لِلْحَقِّ فَالْاُلٰى
قَفَـوْهُ اهْتَدَوْا وَالْفَـوْزَ نَالُوْا بِجُمْلَةِ

وَمَـنْ مَنَعُـوْا مِنْهُ فَاُرْدُوْا وَاُهْلِكُوْا
بِاَنْـوَاعِ تَعْذِيبٍ وَاَصْـنَافِ نِقْمَةِ

وَاَيَّــدَهُ بِالْمُـــعْـجِــزَاتِ وَبِالْاُلٰى
هُـمُـوْا شَيَّدُوْا دِيْنَ الْاِلٰهِ بِنُصْـرَةِ

وَجَـادُوْا بِاَمْـوَالٍ وَبَاعُوْا نُفُوْسَهُمْ
لِدِيْنِ الْهُدٰى فِيْ كُلِّ مَوْطِـنِ غَزْوَةِ

اَشِدَّا عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمآءُ بَيْنَهُمْ
فَـــضَائِلُهُمْ تَعْـلُوْ عَلٰى كُلِّ رُتْبَةِ

وَفَضَّلَ مِنْمْـِ اَهْلَ حَرْبٍ وَصُفَّةِ
فَهُمْ بَيْنَ اَنْصَارٍ وَاَصْحَابِ هِجْرَةِ

وَشَرَّفَ مِنْهُمْ اَهْــلَ بَــدْرٍ اِلٰهُنَا
بِاَنْــــوَاعِ اٰلَاءٍ وَاَعْـلٰى مَــــزِيَّــةِ

وَفِيْ مَدْحِهِمْ جَآءَ الْكِتَابُ وَسُنَّةٌ
كَفَاهُمْ عُلًا نَـصُّ الْكِتَابِ وَسُنَّةِ

عَلَيْهِمْ رِضَـــــاءٌ وَالْهَنَا وَعَطِيَّةٌ
وَاَوْفٰى هَدِيَّاتٍ وَاَزْكٰا تَــــــــحِيَّةِ

وَصَـلّٰى عَلَى الْهَادِيْ وَاٰلٍ وَّصَحْبِه
صَـلٰوةً مَعَ التَّسْلِيْمِ رَبُّ الْبَرِيَّةِ

قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالٰى وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِيْنَ قُتِلُوْا فِى سَبِيْلِ اللهِ اَمْوَاتًا ط بَلْ اَحْيَآءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُوْنَ، فَرِحِيْنَ بِمَاۤ اٰتٰهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهط وَيَسْتَبْشِـرُوْنَ بِالَّذِيْنَ لَمْ يَلْحَقُوْا بِهِمْ مِّنْ خَلْفِهِمْلا اَ لَّاخَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمۡ يَحْزَنُوْنَ ، يَسْتَبْشِـرُوْنَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللهِ وَفَضْلٍلا وَّاَنَّ اللهَ لَا يُضِيْعُ اَجْرَ الْمُؤْمِنِيْنَ ، قَالَ عُلَمَاءُ السِّيَرِ رَحِمَهُمُ اللهُ اَنَّ شُهَدَاءَ بَدْرٍ لَمْ يُقْتَلُوْا مِنْهُمْ اِلَّا بِضْعَةَ عَشَـرَ وَالْبَاقُوْنَ مَاجُوْرُوْنَ مِثْلَهُمْ فَكَانُوْا كُلُّهُمْ مِصْدَاقَ هٰذِهِ الْاٰيَةِ الشَّـرِيْفَةِ بِالْاَحَادِيْثِ الْوَاضِحَةِ وَالْحُجَجِ الْقَاطِعَةِ وَاَمَّا عَدَدُهُمْ فَثَلٰثَةَ عَشَـرَ اَوْ اَرْبَعَةَ عَشَـرَ اَوْ خَمْسَةَ عَشَـرَ وَثَلٰثُ مِائَةٍ اَوْ ثَلٰثُ مِائَةٍ وَثَلٰثَةٌ وَسِتُّوْنَ عَلٰى اَقْوَالٍ وَاَمَّا مَنَاقِبُهُمْ فَكَثِيْرَةٌ وَلْنُوْرِدْ نُبْذَةً مِنْهَا رَجَاءً اَنْ يُنَزِّلَ اللهُ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِهِمْ وَاَنْ يَصُبَّ عَلَيْنَا يَنَابِيْعَ نَفَحَاتِهِمْ فَمِنْهَا مَا رَوٰى بَعْضُهُمْ اَنَّه خَرَجَ يُرِيدُ الْحَجَّ اِلٰى بَيْتِ اللهِ الْحَرَامِ فَكَتَبَ اَسْمَاءَ اَهْلِ بَدْرٍ فِى قِرْطَاسٍ وَجَعَلَهُ فِى اُسْكُفَّةِ الْبَابِ فَجَاءَتِ اللُّصُوْصُ اِلٰى بَيْتِهِ لِيَأْخُذُوْا مَا فِيْهِ فَلَمَّا صَعِدُوْا اِلَى السَّطْحِ سَمِعُوا حَدِيثًا وَقَعْقَعَةَ السِّلَاحِ فَرَجَعُوْا وَاَتَوُا اللَّيْلَةَ الثَّانِيَةَ وَالثَّالِثَةَ فَسَمِعُوْا مِثْلَ ذٰلِكَ فَتَعَجَّبُوْا وَانْكَفُّوْا حَتّٰى جَاءَ الرَّجُلُ مِنَ الْحَجِّ. فَجَاءَ رَئِيسُ اللُّصُوصِ وَقَالَ لَهُ سَأَلْتُكَ بِاللهِ اَنْ تُخْبِرَنِىْ مَا صَنَعْتَ فِى بَيْتِكَ مِنَ التَّحَفُّظَاتِ قَالَ مَا صَنَعْتُ فِىْ بَيْتِىْ شَيْئًا غَيْرَ اِنِّيْ كَتَبْتُ قَوْلَهُ تَعَالٰى وَلَا يَؤُدُه ۥ حِفْظُهُمَا‌ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيْمُ، وَكَتَبْتُ اَسْمَآءَ اَهْلِ بَدْرٍ فَهٰذَا مَا جَعَلْتُ فِى دَارِيْ فَقَالَ اللِّصُّ كَفَانِيْ ذٰلِكَ وَالْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ